فصل: أمر النيل في هذه السنة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


وتوفي الشيخ نصر الله بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل العجمي الحنفي في ليلة الجمعة سادس شهر رجب وهو في عشر الثمانين‏.‏

وكان جميل الهيئة مقربًا من خواطر الملوك ورشح لكتابة السر‏.‏

وكان يكتب المنسوب ويتكلم في علم التصوف على طريق ابن عربي ويعرف علم الحرف على زعمه مع مشاركة في فنون‏.‏

وصحب الوالد مدة وهو الذي نوه بذكره وأنعم عليه برزقة هائلة وهي التي أوقفها نصر الله المذكور على داره التي جعلها بعد موته مدرسة بالقرب من خان الخليلي بالقاهرة‏.‏

وتوفي القاضي فخر الدين ماجد ويدعى أيضًا عبد الله بن السديد أبي الفضائل بن سناء الملك المعروف بابن المزوق في ليلة الخميس ثاني عشر شهر رجب بعد أن تولى نظر الجيش ثم كتابة السر بالديار المصرية في دولة الملك الناصر فرج بسفارة سعد الدين إبراهيم بن غراب ثم عزل وتولى نظر الإسطبل السلطاني ثم عزله عنه أيضًا‏.‏

وانحط قدره في الدولة إلى أن نكبه السلطان الملك الأشرف وأمسكه وضربه بالمقارع بسبب الأتابك جانبك الصوفي وقاسى بسببه أهوالًا ثم لزم داره على أقبح حالة من الخوف والرجيف إلى أن مات‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم الفقيه زين الدين أبو بكر بن عمر بن عرفات القمني الشافعي العالم المشهور في ليلة الجمعة ثالث عشر شهر رجب بالطاعون عن ثمانين سنة وكان من أعيان فقهاء الشافعية وفضلائهم وله سمعة وصيت وترداد للأكابر‏.‏

وأفتى ودرس بعدة مدارس سنين كثيره‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين هابيل بن عثمان المدعو قرايلك بن طرعلي التركماني الأصل بسجنه بقلعة الجبل في يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب المذكور‏.‏

وكان قبض على هابيل هذا وهو نائب لأبيه قرائلك بمدينة الرها في واقعة بين العساكر المصرية وبينه حسبما تقدم ذكره كله في أصل هذه الترجمة‏.‏

ولما قبض عليه حمل إلى القاهرة فحبسه الملك الأشرف بالبرج بقلعة الجبل إلى أن مات بالطاعون بعد أن سأل أبوه السلطان في إطلاقه غير مرة‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة صدر الدين أحمد ابن القاضي جمال الدين محمود بن محمد بن عبد الله القيصري الحنفي المعروف بابن العجمي شيخ الشيوخ بخانقاه شيخون في يوم السبت رابع عشر شهر رجب بالطاعون بعد أن ولي نظر جيش دمشق وحسبة القاهرة غير مرة وعدة وظائف دينية ودرس بعدة مدارس آخرها استقراره في مشيخة الشيخونية وتدريسها‏.‏

وكان إمامًا بارعًا فاضلًا فقيهًا نحويًا مفننًا في علوم كثيرة معدودًا من علماء الحنفية مع الذكاء وحسن التصور وجودة الفهم رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي القاضي جلال الدين محمد ابن القاضي بدر الدين محمد بن مزهر في يوم الاثنين سادس عشرين شهر رجب ولم يبلغ العشرين سنة من العمر‏.‏

وكان ولي كتابة السر بالديار المصرية بعد وفاة أبيه أشهرًا صورة والقاضي شرف الدين أبو بكر بن العجمي نائب كاتب السر هو المتكفل بمهمات ديوان الإنشاء إلى أن عزله السلطان وخلع عليه بعد مدة بتوقيع المقام الناصري محمد ابن السلطان فماتا جميعًا في هذا الطاعون‏.‏

وكان جلال الدين المذكور من أحسن الشباب شكلًا‏.‏

وتوفي القاضي زين الدين محمد بن شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الدميري المالكي في يوم الأربعاء ثالث شعبان بعدما ولي حسبة القاهرة ونظر البيمارستان المنصوري وكان معدودًا من الرؤساء‏.‏

وتوفي شمس الدين محمد بن المعلمة السكندري المالكي في سابع شعبان‏.‏

وكان يشارك في العربية وغيرها‏.‏

وولي حسبة القاهرة في وقت‏.‏

وكان مسرفًا على نفسه‏.‏

وتوفي الأمير مدلج بن علي بن نعير بن حيار بن مهنا أمير آل فضل مقتولًا في ثاني شوال بظاهر حلب‏.‏

وتوفيت خوند هاجر زوجة الملك الظاهر برقوق وبنت الأتابك منكلي بغا الشمسي في رابع شهر رجب وكانت تعرف بخوند الكعكيين لسكنها بخط الكعكيين بالقاهرة‏.‏

وأمها خوند فاطمة بنت الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون‏.‏

وماتت وهي أعظم نساء عصرها رئاسة وعراقة‏.‏

وتوفي القاضي تقي الدين يحيى ابن العلامة شمس الدين محمد الكرماني الشافعي في يوم الخميس ثاني عشرين جمادى الآخرة وكان بارعًا في عدة فنون‏.‏

وقدم من بغداد قبيل سنة ثمانمائة ومعه شرح أبيه على صحيح البخاري ثم صحب الملك المؤيد شيخ أيام تلك الفتن وسافر معه إلى طرابلس وغيرها وتقلب معه في سائر تقلباته ثم قدم معه القاهرة فلما تسلطن أقره في نظر البيمارستان المنصوري وكان ثقيل السمع ثم عزل ولزم داره حتى مات‏.‏

 أمر النيل في هذه السنة

‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وثلاثة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة عشرون ذراعًا ونصف ذراع‏.‏

وهي سنة أربع وثلاثين وثمانمائة‏.‏

فيها توفي الأمير شهاب الدين أحمد الدوادار نائب الإسكندرية المعروف بابن الأقطع بعد أن قدم القاهرة مريضًا في يوم الأحد تاسع جمادى الآخرة‏.‏

وكان أبوه أوجاقيًا في الإسطبل السلطاني وقيل بل كان أقطع يتكسب بالتكدي وهو الأقرب‏.‏

ونشأ ابنه أحمد هذا تبعًا عند بعض الأجناد ثم ترقى حتى خدم جنديًا عتد جماعة من الأمراء إلى أن صار دوادارًا ثانيًا عند الأمير علي باي المؤيدي‏.‏

ثم اتصل بخدمة الملك الأشرف وصار عنده دوادارًا فلما تسلطن جعله من جملة الدوادارية الصغار‏.‏

واختص بالسلطان ونالته السعادة ثم أمره عشرة وجعله زردكاشًا كبيرًا ثم نقله إلى نيابة الإسكندرية بعد عزل آقبغا التمرازي فلم تطل مدته ومات بعد مرض طويل‏.‏

ولم أدر لأي معنى كانت خصوصية أحمد هذا وعلي بن فحيمة السلاخوري بالسلطان مع ما اشتملا عليه من الجهل المفرط وقبح الشكالة ودناوة الأصل‏.‏

وكان علي السلاخوري يبدل القاف بالهمزة كما هي عادة أوباش الناس من العامة وكان أحمد إذا تكلم أيضًا يتلغط بألفاظ العامة السوقة‏.‏

وقد جالسته بالخدمة السلطانية كثيرًا فلم أجد له معرفة بفن من الفنون ولا علم من العلوم‏.‏

وكان إذا أخذ يتلاطف ويتذاوق يصحف ويقول‏:‏ بتسردشي فأعرفه فيما بيني وبينه بأنه يقول‏:‏ تسرت وأوضح له أنها تصحيفة تشرب فيفهمها بعد جهد كبير‏.‏

ثم إذا طال الأمر ينساها ويقولها أيضًا بالدال وأظنه دام على ذلك إلى أن مات‏.‏

ومع هذا كان في نفسه أمور وله دعاوى بالعرفان والتمعقل لا سيما إذا تمثل بأمثال العامة السافلة فيتعخب من ذلك الأتراك ويثنى على ذوقه ومعرفته وغزير علمه وحسن تأديه في الخطاب وأولهم السلطان الملك الأشرف برسباي فإنه كان كثيرًا ما يقتدي برأيه ويفاتحه في الكلام فيكلم أحمد في أمور المملكة بكلام لا يعرف هو معناه ويسكت من عداه من أرباب الدولة والمعرفة فأذكر أنا عند ذلك قول أبي العلاء المعري حيث قال‏:‏ الطويل فوا عجبًا كم يدعي الفضل ناقص ووا أسفاكم يدعي النقص فاضل وتوفي الشيخ الإمام العالم المفنن مجد الدين إسماعيل بن أبي الحسن علي بن عبد الله البرماوي الشافعي في يوم الأحد خامس عشر شهر ربيع الآخر عن أربع وثمانين سنة‏.‏

وكان إمامًا في الفقه والعربية والأصول وعدة فنون وتصدى للإقراء والتدريس عدة سنين‏.‏

وتوفي الصاحب الوزير تاج الدين عبد الرزاق بن إبراهيم بن الهيصم في يوم الخميس العشرين من ذي الحجة بعدما ولي الوزارة والأستادارية ونظر ديوان المفرد مرارًا عديدة‏.‏

وهو من بيت كبير في الكتبة قيل إنهم من فرية المقوقس صاحب مصر قبل الإسلام والله أعلم‏.‏

وتوفي الشيخ سراج الدين عمر بن منصور البهادري الفقيه الطبيب الحنفي في يوم السبت ثاني عشر شوال بعدما برع في الفقه والنحو وانتهت إليه الرئاسة في الطب وناب في الحكم عن القضاة الحنفية بالقاهرة‏.‏

ومات ولم يخلف بعده مثله في التقدم في علم الطب ومتونه‏.‏

وتوفي القاضي برهان الدين إبراهيم بن علي بن إسماعيل المعروف بابن الظريف أمين الحكم بالقاهرة في يوم السبت خامس شوال عن نحو ستين سنة ش ركان معدودًا من بياض الناس‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وثلاثة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة عشرون ذراعًا‏.‏

وكان الوفاء ثامن عشرين أبيب مسرى بيومين وهذا من خرق العادة فسبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‏.‏

السنة الحادية عشرة من سلطنة الأشرف برسباي وهي سنة خمس وثلاثين وثمانمائة‏.‏

فيها توفي القاضي شرف الدين عيسى بن محمد بن عيسى الأقفهسي الشافعي أحد عظماء نواب الحكم بالديار المصرية في ليلة الجمعة سادس عشرين‏.‏

جمادى الآخرة‏.‏

ومولده في سنة خمسين وسبعمائة وكان إمامًا فقيهًا بارعًا في الفقه وفروعه مشاركًا في عدة فنون‏.‏

وتولى الحكم عن قاضي القضاة عماد الدين الكركي في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وشكرت سيرته وحمدت طريقته لتحريه في الأحكام ولعفته عما يرمى به قضاة السوء‏.‏

ولقد شاهدت منه من التثبت في أحكامه ما لم أشاهده من قضاة زماننا رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي السلطان حسين بن علاء الدولة ابن السلطان أحمد بن أويس قتيلًا بيد الكافر أصبهان بن قرا يوسف التركماني في ثالث صفر بعد أن حصره سبعة أشهر حتى أخذه وقتله‏.‏

وانقرضت بقتله دولة بني أويس الأتراك من العراق وصار عراقا العرب والعجم بيد إسكندر بن قرا يوسف وإخوته وهم كانوا سببًا لخراب تلك الممالك التي كانت كرسي الإسلام ومنبع العلوم أعني بني قرا يوسف‏.‏

وتوفي القاضي شهاب الدين أحمد ابن القاضي صلاح الدين صالح بن أحمد بن عمر المعروف بابن السفاح الحلبي الشافعي كاتب سر حلب ثم كاتب سر مصر وبها مات في ليلة الأربعاء رابع عشر شهر رمضان عن ثلاث وستين سنة بعد أن باشر فيها كتابة سر حلب سنين عديدة بعد أخيه وأبيه‏.‏

وصار لشهاب الدين هذا رئاسة بحلب وتمكن فلما ولي كتاب سر مصر ابتلعه المنصب ولم يظهر لمباشرته نتيجة وانحط قدره في الدولة بحيث إن المصريين صاروا يسخرون منه لأنه كان يكلم نفسه في حال ركوبه بين الناس في الشوارع وفي جلوسه أيضًا بين الملأ بكلام كثير ويغضب بعض الأحيان من نفسه ويشير بالضرب بيده وبلسانه من غير أن يفهم أحد كلامه وكان يقع ذلك منه حتى في الصلاة‏.‏

ومع هذا كان فيه بعيض حدة ونزاقة مع دين وعفة وصيانة مع أنه كانت بضاعته من العلوم مزجاة وخطه في غاية القبح ويظهر من كلامه عدم ممارسته للعلوم‏.‏

ووقع بينه وبين قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن العز البغدادي الحنبلي مفاوضة في بعض مجالس السلطان لمعنى من المعاني فكان من جملة كلام ابن السفاح هذا أن قال‏:‏ ريع الوقف وشدد الياء فقال عز الدين المذكور‏:‏ اسكت يا مرماد فضحك السلطان ومن حضر وانتصف عليه الحنبلي‏.‏

فلما نزلا من القلعة سألت من عز الدين عن قوله مرداد فقال‏:‏ الأتراك كثيرًا ما يلعبون الشطرنج وقد صار بينهم أن الذي لا يعرف شيء يسمى مرماد فقصدت الكلام بما اعتادوه وعرفتهم أنه لا يعرف شيئًا وأنه جاهل بما يقول وتم لي ما قصدته‏.‏

ولما مات ابن السفاح تولى كتابة السر من بعده الصاحب كريم الدين عبد الكريم ابن كاتب المناخ‏.‏

ومع عدم أهلية الصاحب كريم الدين لهذه الوظيفة نتج‏.‏

فيها أمره وهابته الناس ونفذ الأمور أحسن من ابن السفاح‏.‏

وتوفي قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني الحنفي وهو غير قاض في ليلة الأحد ثامن شوال بعد مرض‏.‏

ومولده في سنة أربع وستين وسبعمائة ونشأ فقيرًا مملقًا واشتغل حتى برع في الفقه والأصول والعربية وشارك في فنون وأفتى ودرس وناب في الحكم سنين كثيرة ثم استقل بوظيفة القضاء‏.‏

ولم تشكر سيرته في ولايته لحدة كانت فيه وسوء خلقه مع القيام في حظ نفسه وقصته مشهورة مع الميموني لما كفره التفهني هذا وحكم بإراقة دمه في الملأ بالمدرسة الصالحية‏.‏

ولما حكم بإراقة دم الميموني المذكور أراد من ابن حجر أن ينفذ حكمه فقال ابن حجر‏:‏ قاضي القضاة منغاظ حتى يسكن خلقه‏.‏

وانفض المجلس وتلاشى حكم التفهني‏.‏

وعاش الميموني بعد ذلك دهرًا بعد أن أوسعه الميموني إساءة في المجلس وهو يقول له‏:‏ اتق الله يا عبد الرحمن أو نسيت قبقابك الزحاف وعمامتك القطن والتفهني يصفر ويكرر حكمه بإراقة دمه‏.‏

وكان سبب إبقاء الميموني في هذه القضية أنه شهد بعض الحكماء أنه يعتريه شيء في عقله في الأوقات فأبقي لذلك وكان أيضًا للناس فيه اعتقاد فإنه يكثر التلاوة ولقراءته موقع في النفوس وعلى شيبته نور ووقار وأنا ممن كان يعتقده انتهى‏.‏

وتوفي جينوس بن جاك بن بيدو بن أنطون بن جينوس متملك قبرس وصاحب الواقعة مع المسلمين وقد تقدم ذكر غزوه والظفر به وقدومه إلى مصر في أوائل هذا الجزء مفصلًا ثم ذكر وتوفي الصاحب علم الدين يحيى المعروف بأبي كم القبطي في ليلة الخميس ثاني عشرين شهر رمضان وقد أناف على السبعين سنة بعد أن ولي الوزارة فى دولة الملك الناصر فرج‏.‏

وكان قد حسن إسلامه وترك معاشرة النصارى وحج وجاور بمكة وصار يكثر من زيارة الصالحين الأحياء والأموات وانسلخ من أبناء جنسه انسلاخًا كليًا بحيث إنه كان لا يجتمع بنصراني إلا عن ضرورة عظيمة وكان دأبه الأفعال الجميلة رحمه الله تعالى‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم لم يظهر فإنها حولت هذه السنة إلى سنة ست وثلاثين وثمانمائة‏.‏

السنة الثانية عشرة من سلطنة الأشرف برسباي وهي سنة ست وثلاثين وثمانمائة‏.‏

فيها كانت سفرة السلطان الملك الأشرف هذا إلى آمد وعاد في أوائل سنة سبع وثلاثين وقد تقدم ذكر ذلك كله‏.‏

وفيها توفي قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد الأموي المالكي بدمشق في يوم الثلاثاء حادي عشر صفر وكان ولي في دولة الملك المؤيد شيخ قضاء المالكية بالديار المصرية وتوفي التاجر نصر الدين علي بن جلال الدين محمد الطنبذي في ليلة الجمعة رابع عشر صفر عن سبعين سنة وترك مالًا كبيرًا لم يبارك الله فيه لذريته من بعده‏.‏

ولم يشهر نور الدين هذا بكرم ولا دين ولا علم‏.‏

وتوفي الأمير علاء الدين منكلي بغا الصلاحي الظاهري المعروف بالعجمي أحد الحجاب بالديار المصرية في ليلة الخميس حادي عشر شهر ربيع الأول بعد مرض طال به سنين وكان أحد الدوادارية الصغار في أيام أستاذه الملك الظاهر برقوق وتوجه رسولًا إلى تيمورلنك في دولة الملك الناصر فرج ثم ولي حسبة القاهرة في دولة الملك المؤيد شيخ ثم صار من جملة الحجاب إلى أن مات‏.‏

وكان فقيهًا صاحب محاضرة حلوة ومجالسة حسنة ويذاكر بالشعر باللغات الثلاث‏:‏ العربية والعجمية والتركية ويكتب الخط المنسوب ويحضر مجالس الفقراء ويرقص فى السماع ويميل إلى التصوف جالسته كثيرًا وأسعدت من محاسنه رحمه الله‏.‏

وتوفي الأمير تغري بردي بن عبد الله المحمودي الناصري رأس نوبة النوب أولًا ثم أتابك دمشق آخرًا من جرح أصابه في رجله بسهم من مدينة آمد مات منه بعد أيام قليلة بآمد‏.‏

مات في شوال ودفن بآمد ثم نقل منها في سحلية عند رحيل العسكر وساروا به إلى الرها فدفن بها لمشقة نالت العساكر من ظهور رائحته‏.‏

وكان أصله من مماليك الملك الناصر فرج وممن تأمر في دولة أستاذه فيما أظن‏.‏

ثم انتمى للأمير نوروز الحافظي بعد موت أستاذه إلى أن أمسكه الملك المؤيد شيخ وحبسه بعد قتل نوروز فدام في السجن سنين إلى أن أخرجه المؤيد في أواخر دولته‏.‏

فلما آل الأمر إلى الأمير ططر أنعم عليه بإمرة طبلخاناة ثم نقل إلى تقدمة ألف بعد موت ططر‏.‏

ثم صار رأس توبة النوب بعد الأمير أزبك المحمدي بحكم انتقال أزبك إلى الدوادارية الكبرى بعد ولاية سودون من عبد الرحمن لنيابة دمشق عندما خرج تنبك البجاسي عن الطاعة‏.‏

كل ذلك في سنة ست وعشرين وثمانمائة‏.‏

ودام المحمودي على ذلك سنين سافر فيها أمير حاج المحمل وقدم بالشريف حسن بن عجلان ثم توجه إلى غزوة قبرس وقدم بملكها أسيرًا‏.‏

وقد تقدم ذكر ذلك كله في أول هذا الجزء‏.‏

ثم بعد عوده من قبرس بمدة يسيرة أمسكه السلطان وحبسه بسجن الإسكندرية ثم نقله إلى ثغر دمياط بطالًا ثم أنعم عليه بأتابكية دمشق عوضًا عن قاني باي الحمزاوي بحكم انتقال الحمزاوي إلى تقدمة ألف بمصر‏.‏

ثم سافر المحمودي صحبة السلطان إلى آمد فأصيب بسهم فمات منه حسبما ذكرناه‏.‏

وكان أميرًا جليلًا شجاعًا مقدامًا طوالًا رشيقًا مليح الشكل كثير التجمل في ملبسه ومركبه ومماليكه وهو أول من لبس التخافيف الكبار العالية من الأمراء وتداول الناس ذلك من بعده حتى خرجوا عن الحد وصارت التخفيفة الآن تلف شبه الكلفتاه وتوفي الأمير سيف الدين سولحون بن عبد الله الظاهري المعروف بسودون ميق أحد أمراء الألوف بالديار المصرية من جرح أصابه بآمد من سهم من مدينتها لزم منه الفراش أيامًا ومات أيضًا في أواخر شوال‏.‏

وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق الصغار وصار خاصكيًا ومن جملة الدوادارية في دولة الملك المؤيد شيخ ثم ترقى إلى أن صار من جملة أمراء الطبلخانات ورأس نوبة ثم نقل إلى الأمير آخورية الثانية كل ذلك في دولة الملك الأشرف برسباي فدام على ذلك سنين إلى أن أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف فاستمر على ذلك إلى أن مات‏.‏

وكان متوسط السيرة في غالب خصاله لا بأس به رحمه الله‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين جانبك بن عبد الله الحمزاوي بعد أن ولي نيابة غزة فمات قبل أن يصلها في عوده من آمد في ذي الحجة‏.‏

وكان أصله من مماليك الأمير سودون الحمزاوي الدوادار الكبير في الدولة الناصرية ثم تنقل في الخدم من بعد أستاذه إلى أن ولي نيابة بعض القلاع بالبلاد الشامية ولما خرج قاني باي نائب الشام وانضم معه غالب نواب البلاد الشامية كان جانبك هذا ممن انضم عليه وهرب بعد مسك قاني باي مع من هرب من الأمراء إلى قرا يوسف ثم قدم أيضًا معهم على الأمير ططر بدمشق فأنعم عليه ططر بإمرة بدمشق ثم صار حاجب حجاب طرابلس مدة سنين ثم نقل إلى إمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية وسافر صحبة السلطان إلى آمد وبعد عوده خلع السلطان عليه بحلب بنيابة غزة عوضًا عن الأمير إينال العلائي الناصري المنتقل إلى نيابة الرها لكونها كانت خرابًا ليس بها ما يقوم بكلفته وقد حكينا ذلك فيما سبق‏.‏

وكان جانبك هذا ممن اتهم بأنه يريد الوثوب على السلطان فلما وصل السلطان إلى حلب أقره في نيابة غزة على كره منه فهز رأسه وأمسك لحيته بعد لبسه الخلعة وبلغ الأشرف ذلك على ما قيل فقال‏:‏ حتى يصل إلى غزة فمات حول بعلبك‏.‏

وكان شيخًا طوالًا مشهورًا بالشجاعة غير أني لم أعرف منه إلا الإسراف على نفسه والانهماك في السكر‏.‏

وأما لفظه وعبارته ففي الغاية من الجهل والإهمال‏.‏

ومن ركوبه على الفرس كنت أعرف أنه لم يمارس أنواع الفروسية كالرمح والبرجاس وغيره‏.‏

وبالجملة فإنه كان من المهملين وقد خفف الله بموته عفا الله عنه‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين تنبك بن عبد الله من سيدي بك الناصري أحد أمراء العشرات ورأس نوبة المعروف بالبهلوان من جرح أصابه بآمد في شوال أيضًا بها‏.‏

وكان عارفًا بفن الصراع من الأقوياء في ذلك مع تكبر وشمم وادعاء زائد‏.‏

وقد حكى لي عنه بعض أصحابه أنه كان إمامًا في فن الصراع ويجيد لعب الرمح لا غير وليس عنده من الشجاعة والإقدام بمقدار وتوفي الملك الأشرف شهاب الدين أحمد ابن الملك العادل سليمان ابن الملك المجاهد غازي ابن الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبي بكر ابن الملك الأوحد عبد الله ابن الملك المعظم توران شاه ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر ابن السلطان الملك الكامل محمد صاحب مصر ابن السلطان الملك العادل أبي بكر صاحب مصر ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان الأيوبي صاحب حصن كيفا قتيلًا بيد أعوان قرايلك بين آمد والحصن وقد سار من بلده حصن كيفا يريد القدوم على السلطان الملك الأشرف برسباي على آمد فقتل في طريقه غدرًا فإنه كان خرج من الحصن بغير استعداد لقتال وإنما تهيأ للسلام على الملك الأشرف وبينما هو في طريقه أدركته بعض الصلوات فنزل وتوضأ وقام في صلاته وإذا بالقرايلكية طرقوه هو وعساكره بغتة وقبل أن يركب أصابه سهم قتل منه‏.‏

ووجد السلطان الملك الأشرف عليه كثيرًا وتأسف لموته‏.‏

وكان ابتداء ملكه بحصن كيفا بعد موت أبيه العادل في سنة سبع وعشرين وثمانمائة‏.‏

وكان فاضلًا أديبًا بارعًا وله ديوان شعر ووقفت على كثير من شعره وكتبت منه نبذة كبيرة في ترجمته في المنهل الصافي‏.‏

وتولى بعده سلطنة الحصن ابنه الملك الكامل صلاح الدين خليل‏.‏

وتوفي القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن أفتكين الدمشقي كاتب سر دمشق بها في ذي القعدة‏.‏

وتولى كتابة السر من بعده القاضي نجم الدين يحيى ابن المدني ناظر جيش حلب‏.‏

قلت‏:‏ لا أعرف من أحوال تاج الدين هذا شيئًا غير أنني علمت بولايته ثم بوفاته‏.‏

وتوفي الشيخ شهاب الدين أحمد بن غلام الله بن أحمد بن محمد الكوم ريشي في سادس عشرين شهر صفر وقد أناف على خمسين سنة‏.‏

وكان أستاذًا في علم الميقات ويحل التقويم من الزيج ويشارك في أحكام النجوم ومات ولم يخلف بعده مثله في فنونه رحمه الله‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وثلاثة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة عشرون ذراعًا وخمسة أصابع‏.‏

السنة الثالثة عشرة من سلطنة الأشرف برسباي وهي سنة سبع وثلاثين وثمانمائة‏.‏

وفيها توفي الأمير سيف الدين مقبل بن عبد الله الحسامي الدوادار نائب صفد بها في يوم الجمعة تاسع عشرين شهر ربيع الأول‏.‏

وأصله من مماليك شخص يسمى حسام الدين لاجين من أمراء دمشق والبلاد الشامية ثم خدم عند الملك المؤيد شيخ أيام إمرته فاختص به لغزير محاسنه ولما تسلطن المؤيد جعله خاصكيًا رأس نوبة الجمدارية وحج على تلك الوظيفة‏.‏

ثم بعد قدومه أنعم عليه بإمرة عشرة ثم جعله أمير طبلخاناه ودوادارًا ثانيًا بعد جقمق الأرغون شاوي بحكم انتقال جقمق إلى الدوادارية الكبرى بعد انتقال آقباي المؤيدي إلى نيابة حلب بعد عصيان إينال الصصلاني‏.‏

ثم بعد سنين نقله إلى الدوادارية الكبرى بعد جقمق أيضًا بحكم انتقاله إلى نيابة الشام بعد عزل الأمير تنبك ميق وقدومه إلى القاهرة أمير مائة ومقدم ألف فدام مقبل على ذلك إلى أن مات الملك المؤيد وآل الأمر إلى الأميو ططر وأمسك قجقار القردمي ففر مقبل المذكور من القاهرة ومعه السيفي يلخجا من مامش الساقي الناصري ومماليكه إلى جهة البلاد الشامية فعاقهم العربان أرباب الأدراك عن التوصل إلى قطيا وقاتلوهم بعد أن تكاثروا عليهم‏.‏

وكان مقبل من الشجعان فثبت لهم ولازال يقاتلهم وهو منهزم منهم إلى الطينة فوجدوا بها مركبًا فركبوا فيه وتركوا ما معهم من الخيول والأثقال أخذوها العرب وساروا في البحر إلى الشام‏.‏

واجتمع مقبل مع الأمير جقمق وصار مع حزبه ووقع له أمور ذكرناها في ترجمة الملك المظفر أحمد إلى أن آل أمره أنه أمسك وحبس ثم أطلق وولي حجوبية دمشق‏.‏

ثم نقله الملك الأشرف إلى نيابة صفد بعد عصيان نائبها الأمير إينال الظاهري ططر فاستمر في نيابة صفد إلى أن مات‏.‏

وكان رومي الجنس شجاعًا مقدامًا رأسًا في رمي النشاب يضرب برميه المثل‏.‏

وكان أستاذه الملك المؤيد يعجب به وناهيك بمن كان يعجب الملك المؤيد به من المماليك‏.‏

وتوفي قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العز الدمشقي الحنفي المعروف بابن كشك بدمشق في ليلة الخميس سابع شهر ربيع الأول بعد أن ولي قضاء الحنفية بدمشق سنين كثيرة وجمع بينها وبين نظر الجيش بدمشق في بعض الأحيان وطلب لكتابة سر مصر فأبى وامتنع واستعفى من ذلك حتى أعفي‏.‏

وكان من أعيان أهل دمشق في زمانه ولم يكن في الشاميين من يدانيه في العراقة والرئاسة‏.‏

وقد رشح بعض أجداده من بني العز لخطابة جامع تنكز عندما عمره تنكز وهم بيت علم وفضل ورئاسة ليس بالبلاد الشامية من هو أعرق منهم غير بني العديم الحلبيين ثم بعد بني العز هؤلاء بنو البارزي الحمويون انتهى‏.‏

وتوفي قاضي القضاة جمال الدين محمد بن علي بن أبي بكر الشيبي الشافعي المكي قاضي قضاة مكة وشيخ الحجبة بباب الكعبة بها في ليلة الجمعة ثامن عشرين شهر ربيع الأول عن نحو سبعين سنة وهو قاض‏.‏

وكان خيرًا دينًا مشكور السيرة سمحًا متواضعًا بارعًا في الأدب وله مشاركة جيدة في التاريخ وغيره لما رآه فإنه كان رحل إلى اليمن وغيره وجال في البلاد رحمه وتوفي الأمير سيف الدين آقبغا بن عبد الله الجمالي الأستادار وهو يلي كشف البحيرة قتيلًا بيد العرب في واقعة كانت بينه وبينهم في حادي عشرين شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان أصله من مماليك الأمير كمشبغا الجمالي أحد أمراء الطبلخانات المقدم ذكره في سنة ثلاث وثلاثين وكان يسافر إلى إقطاعه‏.‏

ثم تعانى البلص ولا زال يترقى إلى أو ولي الكشف بعدة أقاليم‏.‏

ثم ولي الأستادارية مرتين حسبما تقدم ذكره‏.‏

كل ذلك في حياة أستاذه كمشبغا الجمالي‏.‏

ونكب في ولايته الثانية وامتحن وضرب وصودر‏.‏

ثم سافر مع الملك الأشرف إلى آمد فظهر منه هناك شجاعة وإقدام في قتال القرايلكية فأنعم عليه السلطان بإقطاع تنبك البهلوان بعد موته ثم ولاه بعد قدومه إلى مصر كشف الوجه القبلي ثم نقله إلى كشف الوجه البحري فقتل هناك‏.‏

وكان وضيعًا من الأوباش لا يشبه فعله أفعال المماليك في حركاته وسكونه ولا في قتاله‏.‏

على أنه كان مشهورًا بالشجاعة وشجاعته كانت مشتركة بجنون وسرعة حركة‏.‏

وكان أهوج قليل الحشمة ليس عليه رونق ولا أبهة وكان إذا تكلم يكرر في كلامه اسم دا غير مرة بحيث إنه كان يتكلم الكلمة الواحدة ثم يقول اسم دا وفي الجملة أنه كان من الأوغاد ولولا أنه ولي الأستادارية ما ذكرته في هذا الكتاب ولا غيره‏.‏

وتوفي الأمير الكبير سيف الدين جارقطلو بن عبد الله الظاهري أتابك العساكر بالديار المصرية ثم كافل المملكة الشامية بها في ليلة الاثنين تاسع عشر شهر رجب وهو في عشر السبعين‏.‏

وأصله من مماليك الملك الظاهر برقوق ومن إنيات سودون المارداني‏.‏

وتأمر في الدولة الناصرية ثم ولي في الدولة المؤيدية نيابة حماه ثم نيابة صفد‏.‏

ثم أعاده الأمير ططر إلى نيابة حماه ثانيًا بعد إنيه تنبك البجاسي لما نقل إلى نيابة طرابلس فدام بحماه إلى أن نقله الملك الأشرف إلى نيابة حلب بعد إنيه تنبك البجاسي أيضًا لما نقل تنبك إلى نيابة الشام بعد موت تنبك ميق فدام جارقطلو في نيابة حلب إلى أن عزله الملك الأشرف واستقدمه إلى القاهرة أمير مائة ومقدم ألف ثم خلع عليه باستقراره أمير مجلس‏.‏

ثم نقله إلى الأتابكية بالديار المصرية بعد موت الأمير يشبك الساقي الأعرج فدام على ذلك سنين إلى أن ولاه الملك الأشرف نيابة دمشق بعد عزل سودون من عبد الرحمن عنها واستقر سودون من عبد الرحمن أتابكًا عوضه فاستمر على نيابة دمشق إلى أن مات في التاريخ المقدم ذكره‏.‏

وكان أميرًا جليلًا مهابًا شهمًا متجملًا في جميع أحواله‏.‏

وكان قصيرًا بطينًا أبيض الرأس واللحية وفيه دعابة وهزل مع إسراف على نفسه‏.‏

وسيرته مشكورة في ولايته‏.‏

قلت‏:‏ كان ظلمه على نفسه لا على غيره والله تعالى يسامحه بمنه وكرمه‏.‏

وكان له خصوصية زائدة عند الملك الأشرف برسباي بحيث إني سمعته مراراص يبالغ في شيء لا يفعله بقوله‏:‏ لو سألني جارقطلو في هذا ما فعلته‏.‏

وكان إذا جلس قاضي القضاة بدر الدين العيني عند السلطان في ليالي الخدم وأخذ في قراءة شيء من التواريخ يشير إليه السلطان بحيث لا يعلم جارقطلو فينتقل بما هو فيه إلى شيء من الوعظيات ويأخذ في التشديد على شربة الخمر وما أشبه ذلك ويبالغ في حقهم والأشرف أيضًا يهول الأمر ويستغفر فإذا زاد عن الحد يقول جارقطلو‏:‏ يا قاضي ما تذكر إلا شربة الخمر وتبالغ في حقهم بأنواع العذاب ليش ما تذكر القضاة وأخذهم الرشوة والبراطيل وأموال الأيتام ‏"‏‏.‏

‏.‏

‏.‏

يقول ذلك بحدة وانحراف حلو‏.‏

فلما يسمع الملك الأشرف كلامه يضحك وينبسط هو وجميع أمرائه وكان يقع له أشياء كثيرة من ذلك انتهى‏.‏